كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



85- وقوله جل وعز: {كأن لم يغنوا فيها} (آية 92) قال قتادة أي كأن لم يعيشوا ولم يتنعموا قال الأصمعي يقال غنينا بمكان كذا أي أقمنا فيه والمنازل يقال لها المغاني.
ومعنى فكيف آسى فكيف أحزن والأسى اشد الحزن.
86- وقوله جل وعز: {وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء} (آية 94) قال مرة عن ابن مسعود البأساء الفقر والضراء المرض وقيل البأساء المصائب في المال يقال بئس الرجل يبأس بأسا وبأساء لم إذا افتقر والضراء ما لحق من الأمراض والمصائب في البدن.
لعلهم يضرعون أي يخضعون ويستكينون.
87- وقوله تعالى: {ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة} (آية 95) قال مجاهد السيئة الشر والحسنة الرخاء والولد.
88- ثم قال جل وعز: {حتى عفوا} (آية 95) قال مجاهد أي كثرت أموالهم وأولادهم.
وذلك معروف في اللغة ومنه الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أعفوا اللحى أي كثروها.
89- ثم خبر جل وعز عنهم أنهم لم يعتبروا بما أصابهم وقالوا إن العادة في الزمان الخير والشر فقال تعالى: {وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء فأخذناهم بغتة} (آية 95) أي فجأة.
90- وقوله جل وعز: {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا} (آية 96) يقال للمدينة قرية لاجتماع الناس فيها من قريت الماء إذا جمعته والبركات التي تأتي من السماء المطر والتي تأتي من الأرض النبات.
91- وقوله جل وعز: {أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون} (آية 97) أي أفأمن من كذب محمدا صلى الله عليه وسلم أن يأتيهم باسنا بياتا أي ليلا.
92- وقوله جل وعز: {أوأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون} (آية 98) ومعنى وهم يلعبون أي وهم فيما لا يجدي عليهم يقال لكل من كان فيما يضره ولا يجدي عليه لاعب.
93- ثم قال جل وعز: {أفأمنوا مكر الله} (آية 99) أي عذابه إذا وقع بهم ولم يعلموا أنه واقع بهم.
94- وقوله جل وعز: {أولم يهد للذين يرثون الأرض} (آية 100) قال مجاهد أي أو لم يبين ومعنى يهد بالياء يتضح ويبين.
95- وقوله جل وعز: {فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل} (آية 101) قال مجاهد هذا مثل قوله تعالى: {ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه} وقال غيره هذا مخصوص به أقوام بأعيانهم خبر الله جل وعلا أنهم لا يؤمنون وأما قول من قال معنى فما كانوا ليؤمنوا ليحكم لهم بالإيمان فلا يصح في اللغة ويدل على بطلانه أن بعده كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين فدل بهذا على أنه قد طبع على قلوبهم هذا قول أبي إسحاق جزاء بما عملوا.
96- وقوله جل وعز: {وما وجدنا لأكثرهم من عهد} (آية 102).
من زائدة وهي تدل على معنى الجنس ولولا من لجاز أن يتوهم أنه واحد في المعنى قال أبو عبيدة المعنى وما وجدنا لأكثرهم حفظا ولا وفاء.
97- وقوله جل وعز: {فظلموا بها فانظر كيف كان عاقبة المفسدين} (آية 103) اصل الظلم وضع الشيء في غير موضعه فلما كفروا بها جعلوا موضع ما يجب من الإيمان الكفر فقيل ظلموا بها بمعنى كفروا بها.
98- وقوله جل وعز: {حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق} (آية 105) قال أبو عبيدة أي حريص قال أبو عمرو بن العلاء رحمه الله وهي قراءة عبد الله حقيق أن لا أقول وهذا يدل على التخفيف لأن حروف الجر تحذف مع أن وقال الكسائي هي في قراءة عبد الله حقيق بأن لا أقول على الله إلا الحق قال الفراء معنى على أن لا وبأن لا واحد كما يقال جاء فلان على حال حسنة وبحال حسنة ومن قرأ حقيق علي أن لا أقول على الله إلا الحق فإن معناه عنده واجب علي.
99- وقوله جل وعز: {فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين} (آية 107) الثعبان الحية الذكر ومعنى ونزع يده أظهرها قال مجاهد أخرجها من جيبه بيضاء من غير برص ويروى أن موسى صلى الله عليه وسلم كان آدم اللون فلما أخرج يده بيضاء كان ذلك آية.
100- وقوله جل وعز: {قال الملأ من قوم فرعون} (آية 109) الملأ عند أكثر أهل اللغة الأشراف وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل قال يا محمد أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى وقال بعض أهل اللغة الملأ الرهط والنفر الرجال الذين لا نساء معهم.
101- وقوله جل وعز: {قالوا أرجئه وأخاه} (آية 111) قال قتادة أي احبسه والمعروف عند أهل اللغة أن يقال ارجأت الأمر إذا أخرته.
ومن قرأ أرجه وأخاه ففي قراءته قولان أصحهما أنها لغة وإن كانت ليست مشهورة والقول الآخر حكي عن أبي العباس قال هو من رجا يرجو أي اتركه يرجو.
102- وقوله جل وعز: {واسترهبوهم} (آية 116) أي استدعوا منهم الرهبة.
103- وقوله جل وعز: {فإذا هي تلقف ما يأفكون} (آية 117) ومعنى تلقف تلتهم قال أبو حاتم وبلغني في بعض القراءات تلقم بالميم والتشديد وقال خارجة قرأ الحسن تلقم بفتح القاف.
قال مجاهد معنى ما يأفكون ما يكذبون أي به وكذبهم أنهم يجعلون الحبال حيات ويجوز أن يكون فماذا تأمرون جوابا من فرعون للملأ حين قالوا إن هذا لساحر عليم يريد أن يخرجكم من ارضكم فقال فرعون فماذا تأمرون ويجوز ان يكون الملأ قالواهذا لفرعون ومن يخصه قال مجاهد معنى فوقع الحق فظهر ومعنى أفرغ علينا صبرا أنزل علينا صبرا يشملنا.
104- وقوله جل وعز: {وذرك وآلهتك} (آية 127) وقرأ ابن عباس إلاهتك وقال معناه وعبادتك لأن فرعون كان يعبد ولا يعبد وقال من احتج لهذه القراءة الدليل على أنه كان يعبد ولا يعبد أنه قال ما علمت لكم من إله غيري.
ومن قرأ وآلهتك فإنه يذهب إلى جهتين إحداهما أنه يعني بالآلهة هاهنا من كان يطيعه فرعون كما قيل في قول الله تعالى اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله أنهم ما عبدوهم ولكن أطاعوهم فصار تمثيلا والجهة الأخرى أن سليمان التيمي قال بلغني أن فرعون كان يعبد البقر قال التيمي فقلت للحسن هل كان فرعون يعبد شئيا فقال نعم إن كان ليعبد شيئا قد جعله الله في عنقه.
وقال إسماعيل قول فرعون أنا ربكم الأعلى يدل على أنهم كانوا يعبدون شيئا غيره وقد يكون معنى وآلهتك أنها آلهة يأمرهم بعبادتها.
105- وقوله جل وعز: {قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا} (آية 129) قال مجاهد أي من قبل أن ترسل إلينا وقال غيره الأذى الذي لحقهم من قبل أن يرسل إليهم قتل أبنائهم والأذى الذي لحقهم بعد أن فرعون قال سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم.
106- وقوله جل وعز: {ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين} (آية 130) قال مجاهد أي بالجوائح.
وهذا معروف في اللغة أن يقال أصابتهم سنة أي جدب.
وتقديره سنة جدب ثم حذف.
107- ثم قال جل وعز: {ونقص من الثمرات} (آية 130) قال مجاهد أي دون ذلك.
108- ثم قال جل وعز: {لعلهم يذكرون} (آية 130) أي يعتبرون بما أصابهم.
109- ثم قال جل وعز: {فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه} (آية 131) قال مجاهد الحسنة هاهنا العافية والرخاء لنا هذه أي بحق أصابتنا وقال غير مجاهد أي كذا العادة أن يصيبنا الخير.
110- ثم قال جل وعز: {وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه} (آية 131) قال مجاهد السيئة هاهنا البلاء ومعنى يطيروا يتشاءموا.
111- ثم قال جل وعز: {ألا إنما طائرهم عند الله} (آية 131) قال مجاهد ألا إنما طائرهم عند الله أي إنما الشؤم فيما يلحقهم يوم القيامة مما وعدوا به من الشر.
112- ثم قال جل وعز: {ولكن أكثرهم لا يعلمون} (آية 131) أي هم غافلون عن هذا.
113- وقوله جل وعز: {فأرسلنا عليهم الطوفان} (آية 133).
قال عطاء الطوفان الموت وقال مجاهد هو الموت على كل حال وقال قتادة سال عليهم الماء حتى قاموا قياما فسألوا موسى أن يدعو الله أن يكشفه ففعل وقال الضحاك جاءهم من المطر شيئ كثير فسألوا موسى أن يدعو الله أن يكشفه عنهم ويرسلوا معه بني إسرائيل فدعا الله فكشفه عنهم وأمرعت البلاد وأخصبت فعادوا ولم يرسلوا معه بني إسرائيل فصب الله على زرعهم الجراد فأكله فسألوا موسى فدعا الله فكشف ذلك عنهم ثم عادوا قال أبو جعفر الطوفان في اللغة ما كان مهلكا من موت أو سيل أي ما يطيف بهم فيهلكهم قال مجاهد أرسل الله عليهم الجراد فأكل مساومير له أرتجتهم ذلك وثيابهم وأرسل عليهم القمل وهو الدبى فكان يدخل في ثيابهم وفرشهم وقال عكرمة القمل الجنادب بنات الجراد وقال حبيب بن أبي ثابت القمل الجعلان والقمل عند أهل اللغة ضرب من القردان قال أبو الحسن الأعرابي العدوي القمل دواب صغار من جنس القردان إلا أنها أصغر منه واحدتها قملة وليس هذا بناقض لما قاله أهل التفسير لأنه يجوز ان تكون هذه الأشياء كلها أرسلت عليهم وهي كلها تجتمع في أنها تؤذيهم.
قال مجاهد كانوا يجدون الدم في ثيابهم وشرابهم وطعامهم.
ومعنى آيات مفصلات بعضها منفصل عن بعض بين كل واحدة منهم مدة يروى أنه بين الآية والآية ثمانية أيام.
114- وقوله جل وعز: {ولما وقع عليهم الرجز} (آية 134) وقرأ سعيد بن جبير ومجاهد الرجز قال مجاهد وهو العذاب قالوا يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك قال أبو عبيدة بما أوصاك وأعلمك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل يروى أنهم كدوهم محمد في العمل.
قال مجاهد إلى أجل هم بالغوه إلى عدة مسماة من أيامهم فأغرقناهم في اليم وهو البحر.
115- وقوله جل وعز: {وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها} (آية 137) القوم هاهنا بنو إسرائيل وكان فيهم داود وسليمان عليهما السلام قال قتادة التي بورك فيها الشام.
وقيل مصر.
116- ثم قال عز وجل: {وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا} (آية 137) قيل يعني بالكلمة عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض قال مجاهد في قوله جل وعز: {وما كانوا يعرشون} (آية 137) قال يبنون البيوت والمساكن ومعنى يعكفون يواظبون ويلازمون إلى ومنه قيل اعتكف فلان ومعنى متبر مهلك ومدمر ويقال تبرت الشيء إذا كسرته واسم ما انكسر منه التبر.
117- وقوله جل وعز: {قال أغير الله أبغيكم إلها} (آية 140) معنى أبغي أطلب ومعنى يسومونكم يولونكم.
118- وقوله جل وعز: {وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم} (آية 141) يجوز أن يكون المعنى وفي إنجائه بني إسرائيل نعمة ويجوز أن يكون المعنى في سومكم كان بني إسرائيل سوء العذاب بلية عظيمة.
119- وقوله جل وعز: {وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر} (آية 142) قال مجاهد الثلاثون ذو القعدة والعشر عشر من ذي الحجة والفائدة في قوله فتم ميقات ربه اربعين ليلة أنه قد دل على أن العشر ليال وأنها ليست بساعات وقيل هو توكيد وقيل هو بمنزلة فذلك أي فليس بعدها شيء يذكر.
120- وقوله جل وعز: {ولما جاء موسى لميقاتنا} (آية 143) أي للميقات الذي وقتناه له وكلمة ربه أي خصه بذلك.